1. الرئيسية
  2. Asia
  3. Pakistan

باكستان: التصدي لظاهرة التبرز في العراء من خلال تغيير السلوكيات

Activists explain the virtues of having indoor latrines and the problems of open defecation Zofeen Ebrahim/IRIN

قال فلاح باكستاني طاعن في السن: أتذكر ذلك الوقت الذي كنت أستيقظ فيه في الصباح على زقزقة العصافير وأسير عبر الحقول القريبة ثم أقضي حاجتي في الهواء الطلق دون أن يزعجني أحد، واتجه بعدها إلى القناة القريبة فاستحم وأعود إلى المنزل منتعشاً لأتناول فطوري الشهي ... وبعدها أذهب إلى العمل في الحقول".

"هذه هي العقلية التي نحاربها،" قال وسيم أسلم، الناشط الذي يسعى لجعل 564 قرية في باكستان خالية من ظاهرة التبرز في العراء.

ينحدر أسلم من بلدة لودران، وهو أحد منفذي حملة "الإصحاح الشامل بقيادة المجتمع " Community-Led Total Sanitation CLTS التي أطلقها برنامج المياه والصرف الصحي التابع للبنك الدولي وأحد الناشطين الـ 1,500 الذين تم تدريبهم على تنفيذ الحملة الميدانية.

ووفقاً لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، يقدر عدد الأشخاص الذين يفقدون أرواحهم يومياً بسبب أنظمة الصرف الصحي السيئة وانخفاض مستويات النظافة وانتشار المياه الملوثة حول العالم بحوالي 6,000 شخص، معظمهم من الأطفال دون سن الخامسة. كما لا يزال أكثر من مليار شخص في منطقة جنوب آسيا دون خدمات صرف صحي محسنة و1.2 مليار شخص حول العالم يتبرزون في العراء، 65 بالمائة منهم تقريباً (778 مليون شخص) من جنوب آسيا.

وقال عرفان سعيد الراعي، أخصائي المياه والصرف الصحي في برنامج البنك الدولي للمياه والصرف الصحي في جنوب آسيا: "لا يوجد سبب يجعلنا نستمر في الخجل في الوقت الذي يموت فيه هذا العدد المثير للقلق من الأطفال بسبب أمراض يمكننا الوقاية منها".

النساء يقدن التقدم

ومعظم الناشطين الـ 1,500 هم من الرجال ولكن نجاحهم يعود إلى حد كبير إلى النساء اللائي يقفن وراءهم، حيث قال عرفان الله، وهو ناشط محلي من بيشاور أنه لولا دعم زوجته له لما استطاع أن يحرز أي تقدم.

وأضاف قائلاً: "كلما حاولت فتح حديث عن أضرار التبرز في العراء كان الناس يسكتونني على الفور".

أما دوري إمام، وهو ضابط سابق في الجيش، فقد كان يعتقد أن مهمته سهلة ولكن الأمر لم يكن كذلك حيث قال: "ذهبت إلى ثلاث قرى بالقرب من منطقة باغاريان في مقاطعة أبوتأباد في إقليم البنجاب ولكن الناس غضبوا مني وطلبوا الكف عن وعظهم، فقررت التخلي عن هذه المهمة".

ولكن ابنته، وهي عاملة صحية تقدم خدماتها بزيارة المنازل، قررت مساعدته فتغيرت الأمور بالنسبة له حيث قال: "لقد أحدثت ابنتي ثورة خلال شهرين وأصبح لدينا قريتان خاليتان من عادة التبرز في العراء. لقد كان الإقناع سهلاً لأن الناس يملكون دورات مياه في بيوتهم ولكنهم يستخدمونها كغرف للتخزين".

كما قامت بعض القرى الميسورة بتمويل بناء مراحيض للأسر التي لا تستطيع تحمل نفقات بنائها.

وقد قام الرجلان بعرض تجربتهما والنجاح الذي استطاعا تحقيقه في ورشة عمل نظمها برنامج البنك الدولي للمياه والصرف الصحي - جنوب آسيا في باكستان مؤخراً.

التغيير السلوكي

بدأ الناشطون عملهم بتنظيم اجتماعات في القرى بهدف إثارة مشاعر الخزي والصدمة والاشمئزاز بين القرويين، ومن ثم توضيح فضائل المراحيض الداخلية والمشكلات المترتبة على التبرز في العراء.

وعن الطريقة التي اتبعها، قال أسلم: "أشرح لهم كيف يمكن للممارسات الصحية أن تساعد في تجنب الأمراض وتقليص الإنفاق على الأدوية. كما كنا نأخذهم في جولات حول القرية وتعيين المواقع التي تم التبرز فيها ومن ثم شرح كيف يمكن للفضلات أن تصل إلى منازلهم وفي آخر المطاف إلى طعامهم".

أما المدرب طارق محمود شير من كوتلي ستيان، وهي قرية صغيرة قرب إسلام أباد فقال: "بالنسبة للكثيرين كانت تلك هي المرة الأولى التي يدركون فيها مفهوم النظافة والصحة وقد أصابتهم الصدمة. ولكن كان من السهل إقناعهم بعد ذلك بالحاجة إلى المرحاض".

وتهدف حملة "الإصحاح الشامل بقيادة المجتمع" إلى التصدي لظاهرة التبرز في العراء من خلال تغيير السلوكيات عوضاً عن دعم مشاريع بناء المراحيض في المنازل.

وقال أسلم: "نريد أن يحتاج الناس إلى المرحاض فيطلبونه، ولذلك نحن لا نقدمه لهم لأنهم قد لا يقومون ببساطة باستخدامه. ولكننا نخاطب العامل النفسي لديهم"، مضيفاً أن حملة "الإصحاح الشامل بقيادة المجتمع" بدأت لأول مرة في باكستان عام 2004.

المنظمات غير الحكومية تقود التغيير

وكان أول من حاول العمل في هذا المضمار في باكستان منظمة غير حكومية محلية تدعى "برنامج الدعم الإقليمي المتكامل" Integrated Regional Support Programme التي تحظى بدعم من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف). اختبرت المنظمة هذا المفهوم في بعض قرى باكستان التي تقع في محيط منطقة ماردان في الإقليم الحدودي الشمالي الغربي عام 2004 ومع نهاية العام المذكور تمكنت من جعل 11 قرية خالية من ظاهرة التبرز في العراء.

وعن تجربتهم قال الراعي، أخصائي المرافق الصحية في البنك الدولي لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "قام برنامج المياه والصرف الصحي في جنوب آسيا بتقييم المنهجية وطريقة التنفيذ. لقد ساعدت نتائج هذا المشروع برنامج الدعم الإقليمي المتكامل في الترويج للإصحاح الشامل بقيادة المجتمع لضمان الاستدامة على المستوى الشعبي في منطقة ماردان".

وفي عام 2006، قرر برنامج المياه والصرف الصحي تعميم مفهوم "الإصحاح الشامل بقيادة المجتمع" بدعم من الحكومة المحلية.

وربما النجاح الأكبر الذي حققته حملة "الإصحاح الشامل بقيادة المجتمع" جاء لعدم اعتمادها على التمويل الخارجي لبناء المراحيض، بل "كل ما عليك فعله هو استثارة مشاعر الاشمئزاز وعزة النفس [لدى الناس]" وفقاً للراعي الذي أضاف: "من الأمور المهمة التي أدت إلى نجاح البرنامج وتعميمه ... هو الشراكة مع المنظمات الداعمة مثل شبكة دعم المناطق الريفية RSPN وصندوق خوشال باكستان Khushal Pakistan Fund التي ساهمت في تعميم البرنامج".

الإحصائيات

ووفقاً لجافيد علي خان، المدير العام في وزارة البيئة، استفاد قرابة الـ 1.12 مليون شخص من مبادرات التصدي لظاهرة التبرز في العراء، بينما انخفض انتشار هذه الظاهرة بين سكان الأرياف من 74 بالمائة عام 1999 إلى 45 بالمائة عام 2006.

كما أفادت وزارة البيئة أن 73 بالمائة من السكان اليوم يحصلون على المراحيض – 96 بالمائة منهم من المناطق الحضرية و62 بالمائة من الأرياف.

وأفاد الراعي أن الإصحاح الشامل بقيادة المجتمع تدخل السياسة القومية للصرف الصحي، حيث تركز هذه السياسة اليوم على التخلص الآمن من الفضلات عن طريق استخدام المراحيض وخلق بيئة خالية من التبرز في العراء والتخلص الآمن من النفايات الصلبة والسائلة والترويج للعادات الصحية.

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join