1. الرئيسية
  2. Asia
  3. Pakistan

باكستان: لماذا ينتشر شلل الأطفال؟

The anti polio drive has run into trouble again in many parts of NWFP. Kamila Hyat/IRIN

يقول خبراء الصحة أن رفض الآباء والأمهات في باكستان تلقيح أبنائهم وبناتهم ضد شلل الأطفال لا يشكل سوى جزءاً صغيراً من أسباب ارتفاع عدد الإصابات بالمرض بين الأطفال في البلاد.

ففي خلال الأسابيع القليلة الماضية، تم اكتشاف بعض حالات شلل الأطفال في الإقليم الحدودي الشمالي الغربي والمناطق القبلية الخاضعة للإدارة الاتحادية المتأثرة بالنزاع.

والحالة الأخيرة التي تم التبليغ عنها، وفقاً للتقارير الصحفية المحلية، هي لطفل أفغاني رفع عدد الإصابات في الإقليم الحدودي الشمالي الغربي والمناطق القبلية الخاضعة للإدارة الاتحادية إلى 28 حالة. وقال المسؤولون أن المعهد الوطني للصحة أكد أن الحالة هي إصابة بشلل أطفال. وكان الطفل المصاب قد حصل على سبع جرعات من لقاح شلل الأطفال الذي يعطى عن طريق الفم خلال الحملات الخاصة التي أطلقت لمكافحة المرض ولكنه لم يحصل على اللقاح خلال مواعيد التحصين الروتينية.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، وصل عدد حالات شلل الأطفال هذا العام حتى الخامس من أكتوبر/تشرين الأول إلى 70 حالة، تم تسجيل نصفها خلال شهري أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول. وفي عام 2007، تم تسجيل 32 حالة مقابل 40 حالة عام 2006.

وباكستان ونيجيريا والهند وأفغانستان هي البلدان الأربعة الوحيدة في العالم التي ما يزال المرض مستوطناً فيها.

انعدام الأمن - سبب رئيسي

ويرى العاملون الصحيون أن الارتفاع الأخير في عدد الإصابات يعود إلى حالة انعدام الأمن التي يولدها القتال بين الجيش الباكستاني من جهة والمقاتلين الإسلاميين من جهة أخرى.

وقالت نما عبيد، رئيسة فريق مكافحة شلل الأطفال في منظمة الصحة العالمية أن هناك العديد من العوامل التي تخرج عن سيطرة برنامج شلل الأطفال بما في ذلك حالة انعدام الأمن في الإقليم الحدودي الشمالي الغربي والمناطق القبلية الخاضعة للإدارة الاتحادية وجنوب أفغانستان. لقد عثرنا على حالات مؤخراً في سوات، وبسبب انعدام الأمن لم يتمكن القائمون على حملة التحصين الوصول إلى بعض هذه المناطق لتحصين الأطفال لمدة عام تقريباً".

وتتنوع المعوقات التي تحول دون إتمام حملات التحصين على أكمل وجه بين"انعدام الأمن وقلة عدد الفرق النسائية [المنخرطة في العمل] والجيوب الرافضة لفكرة التحصين وغياب الرقابة المستقلة بسبب انعدام الأمن في المنطقة". وأضافت أن هناك عوامل أخرى مثل "ضعف توصيل الخدمات إلى بعض المناطق والتقسيمات الإدارية وتغطية متغيرة النسق للتحصين وجيوب رفض التحصين في مناطق رئيسية والتغيير السريع للقيادات الصحية وانخفاض الطلب العام على التحصين".

وقالت عبيد أن "أنظمة الصرف الصحي الرديئة وكثافة السكان يزيدان من انتشار الأمراض المرتبطة بالإسهال والتهابات الأمعاء، الأمر الذي يؤثر على امتصاص لقاح شلل الأطفال في أمعاء الأطفال. فكل هذه العوامل وقفت عائقاً في وجه جهود اجتثاث المرض".

رفض التلقيح

وقالت عبيد أن "رفض التلقيح مشكلة ذات شأن في بعض المناطق والتقسيمات الإدارية فقط مثل كيلا عبدالله وباجور ومحمد وسوات وغيرها. ولكن عموماً لا يحصل سوى أقل من واحد بالمائة من الأطفال المستهدفين على اللقاح بسبب رفض فكرة التلقيح ولذلك لا يمكن اعتبارها مشكلة [رئيسية]. وقد توصلت دراسة مستقلة حول رفض فكرة التلقيح إلى أن موضوعات أخرى متعلقة بإدارة وتوصيل الخدمات تلعب دوراً في هذه القضية".

اجتماع برعاية اليونيسف

من جهته، قال كريس موري من اليونيسف في اجتماع نظمته المنظمة الأممية مؤخراً أن "الاهتمام يجب أن يولى للأسباب الرئيسية التي تقف وراء عدم حصول الأطفال على اللقاح [خلال حملات مكافحة المرض]".


الصورة: زوفين إبراهيم/إيرين
طفل مصاب بشلل الأطفال يخضع لعلاج طبيعي
بدورها، قالت مبينا أجبوتوالا، المسؤولة عن عيادة شلل الأطفال في المستشفى المدني في كراتشي في الاجتماع أن التعب الذي ألم بالقائمين على الحملة تسبب في عدم حصول بعض الأطفال على اللقاح، مضيفة أنه قد تم تفويت زيارة بعض المنازل خلال الحملة.

وأضافت قائلة: "لا ينطبق ذلك على السند بل على جميع أنحاء باكستان" مشيرة إلى أن "الرقابة الصارمة هي الحل الوحيد [لهذه المشكلة]".

ووافقتها عبيد الرأي وقالت أن "الاختيار الجيد للفرق والمشرفين الميدانيين بالإضافة إلى الرقابة الحثيثة من قبل إدارة المنطقة كلها أمور ضرورية لنجاح حملات التلقيح".

وعبّر سيد زهير علي شاه، وزير الصحة في الإقليم الحدودي الشمالي الغربي عن قلقه إزاء العدد المتزايد لحالات شلل الأطفال ودعا لمراجعة السياسات لأن حالات الإصابة لا تقتصر فقط على المناطق التي يصعب الوصول إليها.

ولكن عبيد قالت أن برنامج شلل الأطفال في باكستان لم يفشل وأنه حقق خطوات واسعة منذ إطلاقه عام 1994، عندما تجاوز عدد الإصابات الألف حالة.

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join