1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa
  3. Iraq

نداء بقيمة 103 مليون دولار لمساعدة النازحين في الأنبار

Iraqi woman, Sharwa Um Jidir, Baghdad, Iraq. For generic use James Gordon/Flickr
An Iraqi woman in Baghdad.

أطلقت الأمم المتحدة نداءً عاجلاً لجمع 103 مليون دولار لتمويل جهود الاستجابة في محافظة الأنبار العراقية حيث تسبب القتال بين القوات الحكومية والمتمردين الاسلاميين وجماعات متشددة أخرى في نزوح أكثر من 400,000 شخص، مع ورود تقارير بمقتل المئات خلال الشهرين الماضيين.

وستستخدم هذه الأموال من قبل وكالات الأمم المتحدة لدعم الحكومة العراقية في توفير الغذاء والمأوى والحماية والرعاية الصحية للأسر التي فرت من القتال في مدينتي الرمادي والفلوجة، ولمساعدة أولئك الذين ما زالوا محاصرين خلف خطوط القتال.

وقالت ماندي ألكسندر، مسؤولة الرصد والتقييم والاتصال لحالة الطوارئ في الأنبار لدى المنظمة الدولية للهجرة (IOM) لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "هذه أكبر حركة نزوح في العراق منذ الحرب الأهلية. لدينا حوالي 415,000 نازح، إن لم يكن أكثر، وقد حدث هذا في غضون ثمانية أسابيع."

من جهته، قال نيكولاي ملادينوف، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق متحدثاً في جلسة إطلاق النداء في بغداد في 5 مارس: "تعمل المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة في محافظة الأنبار وباقي مناطق العراق منذ بداية العام لتلبية الاحتياجات الإنسانية للمتضررين من القتال. ولكن موارد الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية آخذة في التناقص بسرعة مع دخول الأزمة شهرها الثالث".

وأضاف قائلاً: "إذا تم تمويل خطة الاستجابة الاستراتيجية [النداء] بشكل كاف، فستتمكن الأمم المتحدة والوكالات الشريكة من مواصلة دعم الجهود الإنسانية التي تبذلها السلطات المحلية والوطنية".

ووفقاً لأحدث تقرير صادر عن بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)، نزحت 68,333 أسرة من منازلها في محافظة الأنبار. ولم يدم وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة الذي دعي له الأسبوع الماضي طويلاً حيث تحدثت التقارير عن وقوع قصف عنيف في المناطق الحضرية.

وقد أدى القتال الدائر إلى تعقيد جهود توزيع المعونات وتم منع العديد من قوافل الأمم المتحدة من الوصول إلى الأشخاص المحتاجين.

وأفاد عمال الإغاثة أن بعض النازحين يقيمون في مجتمعات مضيفة، ولكن العديد منهم ينامون في ظروف صعبة في المدارس والمساجد والحقول.

تضرر المحافظات المجاورة

ولا يزال ثلثا الأسر النازحة داخل حدود الأنبار، في غرب العراق، ولكن الناس بدؤوا بالتحرك على نحو متزايد إلى المحافظات المجاورة مثل صلاح الدين وكركوك وبغداد، مع نزوح أكثر من 31,000 شخص عبر الحدود إلى إقليم كردستان شبه المستقل.

وقالت ألكسندر من المنظمة الدولية للهجرة: "بدأ انعدام الأمن بالانتشار. لقد رأينا انعدام الأمن يقترب من بغداد، وكذلك شمالاً إلى المحافظات الأخرى، ونتيجة لذلك نرى حالات النزوح داخل تلك المحافظات أيضاً."

ولا يزال عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم بسبب القتال في الأنبار مجهولاً. وقال بيان صادر عن بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) هذا الأسبوع أنه خلال شهر فبراير لقي 703 شخصاً مصرعهم وأصيب 1,381 آخرون في أنحاء العراق بسبب العنف وأعمال "إرهابية"، ولكن لم تشمل هذه الأرقام محافظة الأنبار.

ونقل البيان عن تقرير من لجنة الصحة في مجلس محافظة الأنبار- والذي أكدت البعثة أنها غير قادرة على التحقق من صحته - أن 298 مدنياً قد قتلوا هناك، وأصيب نحو 1,198 شخصاً آخرين في فبراير.

مستقبل مجهول

تقيم زينة* وزوجها مازن* في فندق في مدينة السليمانية منذ فرارهما من الرمادي عاصمة الأنبار في منتصف يناير، ليكونان من بين نحو 30,000 نازح لجؤوا في الآونة الأخيرة إلى كردستان.

وقالت زينة، 52 عاماً، وقد اغرورقت عيناها بالدموع وهي تتذكر ابنها البالغ من العمر 18 عاماً الذي اضطرت لتركه مع شقيقتها في إحدى قرى محافظة الأنبار: "كنت أرى القنابل تتساقط كالمطر في الشوارع وعلى الأطفال".

"كان كل شيء يتعرض للتدمير. وأصبح الوقود والغذاء مكلفين للغاية، وتم إغلاق كل شيء. لدي صالون لتصفيف الشعر وقد لحقت به الأضرار، وكذلك منزلنا، لذلك غادرنا وجئنا إلى هنا."

وفي حين أن الغالبية العظمى من نازحي الأنبار في كردستان ليسوا بحاجة ماسة للمساعدة في الوقت الراهن، إلا أن الوكالات حذرت من أنه مع اقتراب موسم العطلات، سيرتفع إشغال الفنادق، ولذلك قد يصبح الناس غير قادرين على تحمل تكاليف استئجار الغرف.

ويشكل هذا مصدر قلق خاص في محافظة أربيل، حيث يقيم ما يقدر بنحو 11,000 نازح من محافظة الأنبار في الفنادق الشعبية وأماكن الإقامة على طراز الشاليهات في بلدة شقلاوة السياحية، التي تبعد حوالي 50 كيلومتراً شمال العاصمة.

وفي السليمانية، قالت زينة أنها تعرف أنها محظوظة لكونهم في كردستان حيث تشعر بالأمان، لكنها أفادت أنها لا تعرف كم من الوقت يمكن لعائلتها تحمل النفقات.

وأخبرت شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) وهي ترفع يديها لإظهار معصميها وأصابعها الخالية: "لقد قمت ببيع كل ما لدي من الذهب والمجوهرات، وكل شيء كان لدينا، بما في ذلك سيارتنا، من أجل الحصول على المال الكافي للعيش هنا. لا أعرف كم من الوقت ستكفي هذه الأموال".

مخاوف انتشار شلل الأطفال

وقد تم تصميم خطة الاستجابة الاستراتيجية للأمم المتحدة، والتي تعرف أيضاً باسم النداء العاجل، لدعم 240,000 شخص. ويقول واضعو الخطة أنه مع عدم وجود أي علامات على انخفاض وتيرة العنف في الأنبار، يمكن أن يحتاج ما يصل إلى نصف مليون شخص قريباً للمساعدات الإنسانية.

وعلى الرغم من أن العديد من الأسر قد فرت من الرمادي والفلوجة، لا تزال أعداداً كبيرة هناك، وكثير منهم محاصرون ضمن أطواق عسكرية تفرضها قوات الأمن العراقية التي تحاول قطع الإمدادات عن المتمردين وإجبارهم على التراجع.

وقد حذرت منظمة الصحة العالمية من أنه حتى قبل وقوع هذا القتال الذي بدأ في يناير، كانت المؤشرات الصحية في الأنبار ضمن أسوأ المناطق في العراق. وأشارت إلى أن الاحتياجات الصحية، كانت "هائلة"، وحذرت من أن هناك "احتمالاً كبيراً جداً" لانتقال شلل الأطفال عبر الحدود من سوريا بسبب الانقطاعات التي حدثت لبرامج التطعيم.

وقالت الوكالة أن أقل من ثلث مرافق الرعاية الصحية الأولية لا زال قيد العمل، كما أصيبت المستشفيات الرئيسية في الرمادي والفلوجة بصواريخ، موضحة أن هذا النقص في البنية التحتية، إلى جانب نزوح العاملين الصحيين، قد خلق "وضعاً معقداً للغاية و "تحدياً كبيراً".

وقد بدأت الاشتباكات العنيفة في الأنبار في مطلع العام بعد حملة عسكرية على مخيمات احتجاج المسلمين السنة المناهضين للحكومة.

وقد ازداد الوضع سوءاً مع تدخل متشددين اسلاميين من الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام المرتبطة بتنظيم القاعدة، والتي تقاتل حالياً عبر الحدود في الحرب الأهلية السورية.

وقالت لجنة تنسيق المنظمات غير الحكومية في العراق في بيان لها في 4 مارس أنه يوجد في العراق الآن ثاني أكبر عدد من النازحين داخلياً في منطقة الشرق الأوسط، بعد سوريا، أو ما مجموعه أكثر من 1.1 مليون نازح داخلي مسجل.

* ليس اسماً حقيقياً

lr/jj/cb-aha/dvh
"

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join