وأشار بيتر تشيروتيتش، رئيس قسم الوقاية في البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز والأمراض المنقولة جنسياً (NASCOP) إلى أن "الانتشار يتناقص على الرغم من حقيقة أن الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية يعيشون لفترات أطول [نتيجة لتلقيهم علاجاً يكافح فيروس نقص المناعة البشرية]، ولذلك فمن الواضح أننا نتحرك في الاتجاه الصحيح".
وأضاف قائلاً: "إننا نعزو انخفاض انتشار الفيروس أساساً إلى تناقص عدد الإصابات الجديدة بفضل توفير العلاج لعدد أكبر من الناس".
وقد أظهرت الدراسات أن العلاج بالعقاقير المضادة للفيروسات القهقرية (ARV) في وقت مبكر يمكن أن يحد من خطر انتقال فيروس نقص المناعة البشرية عن طريق العلاقات الجنسية بين الذكور والإناث بنسبة تصل إلى 96 بالمائة.
نجاح البرامج
ويتناول أكثر من 70 بالمائة من الكينيين المؤهلين للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية - الذين يصل عدد خلايا CD4 (مقياس قوة المناعة) لديهم إلى 350 أو أقل - العقاقير المضادة للفيروسات القهقرية. ويوصف 80 بالمائة منهم بأن لديهم حالة "قمع فيروسي"، وهذا يعني أن الفيروس قد بلغ مستويات غير قابلة للكشف في أجسادهم، وأن مخاطر انتقاله إلى أشخاص آخرين منخفضة.
كما تنفذ كينيا عدداً من الأنشطة الخاصة بالوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية - من برامج الوقاية من انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل، إلى ختان الذكور الطبي وحملات المشورة والاختبار - التي ساهمت في خفض انتقال العدوى وارتفاع معدلات العلاج.
وأوضح التقرير أن ما يقرب من 1.2 مليون كيني مصابون بفيروس نقص المناعة البشرية، وأن نسبة انتشار الإصابة بين النساء تبلغ 6.9 بالمائة، مقارنة مع انتشاره بين الرجال بنسبة 4.4 بالمائة وبين الأطفال بنسبة 0.9 بالمائة، بينما تفاوتت نسبة انتشار فيروس نقص المناعة البشرية بين البالغين حسب المنطقة، حيث حدث انخفاض كبير في مناطق الساحل ونيروبي والوادي المتصدع. أما نيانزا، التي تعتبر المنطقة الأكثر تضرراً من فيروس نقص المناعة البشرية، فقد شهدت زيادة معتدلة، من 14.9 بالمائة في عام 2007 - عندما صدر مسح مؤشر الإيدز في كينيا السابق - إلى 15.1 بالمائة في عام 2012.
من جانبه، ذكر ألان راجى، المدير التنفيذي لمنظمة مظلة تسمى اتحاد المنظمات غير الحكومية الكينية العاملة في مجال مكافحة الإيدز (KANCO)، أن التقدم الذي تم تحقيقه في مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية كان نتيجة لتعاون أصحاب المصلحة - الحكومة والجهات المانحة والمجتمع المدني والأشخاص المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية - معاً على جميع المستويات للتأكد من وضع السياسات والرسائل والتدخلات الصحيحة موضع التنفيذ.
"لقد أنشأت الحكومة بيئة مواتية لعملنا، حتى عندما يكون ذلك في بعض الأحيان مخالفاً للقانون، مثل استهداف وإشراك الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال ومتعاطي المخدرات في برامج مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية،" كما أفاد.
الحاجة إلى استثمارات محلية
لكن تشيروتيتش من البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز والأمراض المنقولة جنسياً حذر من أنه نظراً لكون أكثر من 80 بالمائة من برامج مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية في كينيا ممولة من الخارج - أكبر الجهات المانحة هي خطة رئيس الولايات المتحدة الطارئة للمساعدة في مجال مكافحة الإيدز والصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا - فإن التقدم المحرز ليس مستداماً.
وأوضح أنه "في حالة التوقف عن تمويل مثل هذه البرامج، فإنها قد تتعطل، وبالتالي تنحسر المكاسب التي تحققت حتى الآن".
وأضاف أن إحدى الأولويات الرئيسية الأخرى بالنسبة للحكومة هي إقناع المزيد من الناس بمعرفة حالة إصابتهم بالفيروس من أجل إقناع المزيد من الناس بتناول العلاج، وبالتالي الحد من عدد الإصابات الجديدة بنجاح أكبر.
وفي السياق نفسه، أكد راجى من اتحاد المنظمات غير الحكومية الكينية العاملة في مجال مكافحة الإيدز أن هناك أيضاً حاجة إلى تركيز الطاقات والاستثمار بشكل أكثر تحديداً على مصادر الإصابات الجديدة، سواء من الناحية الجغرافية أو من حيث نوعية السكان الذين يواجهون مخاطر أكبر للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، مثل المتزوجين والرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال ومتعاطي المخدرات والعاملين بالجنس.
ho/kr/rz-ais/dvh
"