استقر مواز خان البالغ من العمر 40 عاماً في منزله الذي أكمل بناءه منذ عدة أسابيع في قريته في مقاطعة تشارسادا في إقليم خيبر بختون خوا، شمال غرب باكستان.
ومع انخفاض درجات الحرارة أثناء الليل إلى خمس درجات مئوية أو أقل يشعر مواز بالسعادة لأن لديه مأوى ولكنه يعترف بأن بناء منزله تم على عجل وربما لن ينج من كارثة أخرى، حيث قال لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "تم بناء هذا المنزل بمواد منخفضة الجودة مقارنة بالمنزل الذي جرفه الفيضان في يوليو 2010. لم يكن لدي الكثير من المال وقد كنت بحاجة ماسة إلى مأوى لأسرتي".
وهذا يعني أن منزل مواز مثل الكثير من المنازل الأخرى التي بناها ضحايا الفيضانات ستكون عرضة لأية كارثة في المستقبل- بما في ذلك الجولة القادمة من الأمطار الموسمية المتوقعة في شهري يوليو وأغسطس من هذا العام.
وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قال أحمد كمال، المتحدث الرسمي باسم الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث أن "الاستعداد للكوارث أمر مهم جداً". وأضاف أنه بعد زلزال 2005 الذي وقع في كشمير الباكستانية والأجزاء الشمالية من البلاد، كانت المنازل التي بنتها هيئة إعادة التأهيل والإغاثة من الزلازل قائمة على سياسة إعادة البناء بصورة أفضل حتى تتمكن المنازل من الصمود بصورة أفضل أمام الكوارث".
وقال أن لجنة التخطيط الحكومية كانت مسؤولة عن إعادة الإعمار بعد الفيضان، مضيفاً أن "مرحلة إعادة الإعمار لم تبدأ بعد ولكن من المتوقع أن يتم إتباع `سياسة البناء بصورة أفضل` نفسها عند إعادة الإعمار".
وقال كمال أنه على الأرجح لم يقم الأشخاص الذين بنوا منازلهم بأنفسهم لتلبية احتياجات المأوى بعمليات البناء طبقاً لأي تصميم" ولكنهم استخدموا نفس الطرق والمواد التي استخدموها في الماضي.
ويبدو أن هذا هو الحال في جميع أنحاء منطقة الفيضان حيث قام معظم الضحايا في إقليمي خيبر بختون خوا والبنجاب ببناء أو إصلاح المنازل أو هم في مرحلة القيام بذلك. كما أن نشاط إعادة الإعمار جار في العديد من مناطق السند، الإقليم الأكثر تضرراً بالفيضانات.
المأوى المقاوم للكوارث
وقال مالوك محمد من مقاطعة تاتا: "نحن بحاجة إلى إعادة البناء حتى نتمكن من الاستمرار في حياتنا"، مضيفاً أنه "لم يفهم" ما معنى المأوى المقاوم للكوارث.
مع ذلك، تم بذل بعض الجهود من أجل إنشاء منازل يمكنها الصمود بصورة أفضل أمام الفيضانات أو الكوارث الطبيعية الأخرى.
وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قال مهرين سعيد، محلل الاتصال في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: "يخطط برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والشركاء المحليون بصورة عامة لتحسين الظروف المعيشية لـ 5,000 أسرة من خلال تقديم منازل مقاومة للكوارث لديها كفاءة في استخدام الطاقة". وقد تم إنشاء ما يقرب من 500 مأوى في منطقة جيلجيت بالتيستان حيث انخفضت درجات الحرارة إلى ما دون التجمد وهناك خطط للتوسع في المبادرة إلى مقاطعة تاتا في إقليم السند.
وقال أنيس الله، وهو مهندس يبلغ من العمر 40 عاماً: "بعد زلزال عام 2005 جاء أناس من منظمات عديدة للحديث عن بناء منازل أكثر أمناً من مواد خفيفة الوزن في المناطق التي ضربتها الكارثة. ولكن بصورة أساسية لا يزال الناس يقومون بالبناء بالطريقة نفسها التي يستخدمونها دائماً. لدينا العديد من الكوارث: انهيارات أرضية وفيضانات وأمطار غزيرة وزلازل وغيرها، لذا يمكن للمنازل الأكثر أمناً أن تساهم في إنقاذ الأرواح".
وقال أنيس الله لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "بعد الكارثة أصبحت الحاجة إلى المأوى بالغة الأهمية بالنسبة للناس. وهم لا ينتظرون السلطات لكي تساعدهم في بناء منازل أكثر أمناً".
وقال سليم جان من مقاطعة سوات: "كل شيء بيد الله. هو الذي يمنح الحياة وهو الذي يأخذها. لا يمكن للمنازل الأكثر أمناً أن تحدد من سيعيش ومن سيموت. علاوة على ذلك، كنا مضطرين إلى البناء بسرعة أو مواجهة خطر التجمد. لم يكن هناك وقت بعد الفيضان لانتظار خطط الحكومة".
kh/at/cb-hk/dvh "