كان الأخدام، وهي فئة مجتمعية مهمشة في اليمن، من بين الضحايا الذين تلقوا مساعدات من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بعد الفيضانات التي ضربت جنوب شرق البلاد في أكتوبر/تشرين الأول 2008.
وقد اعتبرت المفوضية حوالي 100 أسرة من هذه الفئة (ما يعادل 700 شخص) من بين المجتمعات المستضعفة التي تضررت من الفيضانات ووفرت لها مأوى دائم، وفقاً لأندرو نايت، مسؤول العلاقات الخارجية بمكتب المفوضية باليمن.
وقد بدأ توفير هذه الملاجئ لضحايا الفيضانات في محافظتي حضرموت والمهرة في جنوب شرق اليمن بعد مرور سبعة أشهر على الفيضانات التي أدت إلى مقتل 80 شخصاً ونزوح 25,000 آخرين، معظمهم من محافظة حضرموت، وفقاً لما ذكرته الحكومة ولما أكده التقييم السريع الذي أجرته الأمم المتحدة.
وقال نايت لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "الأخدام كانوا يعيشون في منازل مصنوعة من الطين والعصي والحجارة والكرتون والبلاستيك ولكنها دمرت بسبب الفيضانات".
أوضح نايت أنه قد تم بناء البيوت المائة التي يتألف كل منها من غرفتين بعيداً عن مجرى السيل. كما تم تجهيزها بالمرافق الصحية الملائمة. وقد تم تمويل هذا المشروع من قبل الحكومة اليابانية بتكلفة 300,244 دولار في حين تولت تنفيذه منظمة غير حكومية محلية.
وصرح نايت بقوله: "لقد وفرت مأساة الفيضانات فرصة للمفوضية لمساعدة شعب اليمن في وقت الحاجة. ففي ظل كل الدعم الذي قدمه اليمنيون للاجئين على مدى السنين، فإن هذه المساعدة هي في الواقع أقل ما يمكن للمفوضية أن تقدمه لهم".
وأفاد نايت أن عدداً قليلاً من النازحين البالغ عددهم 25,000 شخص يعيشون في خيام مقدمة من المفوضية إذ يعيش معظمهم إما مع أقاربهم أو في أماكن مستأجرة من قبل المنظمات غير الحكومية المحلية.
كما وزعت المفوضية مواد الإغاثة بما فيها الفرش والبطانيات والحاويات والصابون والخيام وشباك الوقاية من البعوض والمناديل الصحية والأغطية البلاستيكية وأدوات المطبخ.
في الإطار نفسه، بدأت المفوضية مشروعاً خاصاً بتربية الماشية لصالح ضحايا الفيضانات في حضرموت وذلك بتمويل من الحكومة الكندية وتنفيذ من منظمة أوكسفام (المملكة المتحدة). ويستهدف هذا المشروع 400 سيدة من ربات الأسر في المناطق الأكثر تضرراً. وقال نايت أنه قد تم تزويد الأسر بمنح نقدية لمساعدتها على شراء الماعز.
الصورة: دانا حزين/إيرين |
كان الأخدام يعيشون في منازل مصنوعة من الطين والعصي والحجارة والكرتون والبلاستيك ولكنها دمرت بسبب الفيضانات |
من ناحية أخرى، بدأت الحكومة جهود إغاثة لضحايا الفيضانات حيث دفعت في 18 مايو/أيار تعويضات لبعض الضحايا في مديرية تريم. وأخبر عبد القادر باهارون، المدير التنفيذي لصندوق إعادة الإعمار التابع للحكومة، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أنه سيتم بناء حوالي 1,800 منزل جديد في حضرموت والمهرة. وقد تبرعت دولة الإمارات العربية المتحدة ببناء ألف منزل من هذه المنازل. وأشار إلى أن 5,270 منزلاً إضافية ستخضع لعمليات ترميم وإصلاح.
ووفقاً للتقديرات الأولية للبنك الدولي، تسببت الفيضانات في حضرموت والمهرة في خسائر تقدر بحوالي مليار دولار.
"