بينما احتفل العالم بيوم اللاجئين العالمي في 20 يونيو/حزيران، دعا الخبراء العراقيون الحكومة والمجتمع الدولي لبذل المزيد من الجهود لمساعدة الأعداد الكبيرة من اللاجئين العراقيين في الشرق الأوسط.
وقال النائب عبد الخالق زنكنة، رئيس لجنة الهجرة والنزوح في مجلس النواب: يزداد يأس اللاجئين العراقيين في الدول المجاورة يوماً بعد يوم بسبب الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشون فيها. وسيكون لهؤلاء في وقت قريب أو ربما لاحقاً تأثير سلبي على الاستقرار في المنطقة".
وأخبر زنكنة شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "معظم اللاجئين عاطلون عن العمل ومحرمون من الرعاية الصحية والتعليم على الرغم من أن بلادهم غنية بالنفط. وستؤدي هذه الأوضاع إلى فقدانهم لثقتهم ببلدهم وقد يصبحون فريسة سهلة بيد العصابات الإجرامية المنظمة في الدول التي يعيشون فيها أو قد ينضمون إلى مجموعات إرهابية".
وتوقع زنكنة أن تمتد مشكلة اللاجئين والنازحين لثماني أو عشر سنوات بسبب الوضع الأمني والنزاع في العراق. ودعا الحكومة والمجتمع الدولي لتبني استراتيجية متكاملة لمساعدة اللاجئين للعودة إلى ديارهم.
دعوة لاستخدام عوائد النفط لمساعدة اللاجئين
وطالب زنكنة الحكومة بتخصيص نسبة 5 بالمائة من العوائد النفطية المتزايدة في البلاد لمساعدة النازحين واللاجئين في الحصول على الغذاء والرعاية الصحية والتعليم "وإلا سيتعرضون للضياع مما سيؤثر سلباً على المجتمعات المضيفة".
وقد وصلت العوائد النفطية العراقية لأعلى قيمة لها منذ الإطاحة بنظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين عام 2003، مع توقعات بارتفاع الصادرات النفطية لأعلى مستوياتها لتصل إلى 2.11 مليون برميل في اليوم (فايننشيل تايمز، يونيو/حزيران 2008). ووفقاً لإحصائيات وزارة النفط، وصل الإنتاج النفطي في العراق إلى 2.5 مليون برميل في اليوم خلال الشهر الماضي.
وبينما يتواصل إنتاج النفط وأسعاره في الارتفاع، تبقى الظروف المعيشية لحوالي 2.4 مليون نازح و2.2 مليون لاجئ عراقي جد مزرية.
وقال سعد ناجي عوني، وهو طبيب نفسي مقيم في بغداد، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "نحن نتحدث عن أشخاص يعيشون في محيط غني ولكنهم محرومون من أبسط حقوقهم في الحياة وهذا بالطبع سيؤثر عليهم نفسياً".
ودعا إلى إنشاء برامج استشارية لمساعدة اللاجئين والنازحين للتغلب على خيبة الأمل والشعور بعدم الأمان الذي ينتابهم والذي قد يصل إلى "مستويات خطرة"، على حد تعبيره.
تقرير مفوضية اللاجئين
وقد أشار تقرير صادر عن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين يوم 17 يونيو/حزيران إلى أن عدد اللاجئين في العالم قد زاد بحوالي 2.5 مليون لاجئ خلال العام الماضي فقط ليصل مجموعهم إلى 11.4 مليون لاجئ، معظمهم من العراق وأفغانستان.
وجاء في التقرير أن "عدد النازحين في العراق ارتفع من 1.8 مليون نازح في بداية عام 2007 ليصل لحوالي 2.4 مليون نازح مع نهاية العام بسبب الانقسام الطائفي وغياب حل سياسي شامل [لمشكلتهم]".