بعد مرور خمسة أشهر على إطلاق الأمم المتحدة والحكومة الأفغانية لمناشدة مشتركة لجمع مبلغ 77 مليون دولار لتوفير المساعدات الغذائية الطارئة لحوالي 2.55 مليون أفغاني من المتضررين بالارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية، لم تصل مواد الإغاثة بعد إلا لحوالي 38 بالمائة من مجموع المستهدفين، حسب تصريح برنامج الأغذية العالمي لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين).
وقد تم إطلاق المناشدة المشتركة لمواجهة عواقب ارتفاع أسعار المواد الغذائية في 24 يناير/كانون الثاني، حيث طالب برنامج الأغذية العالمي بميزانية لشراء وتوزيع حوالي 88,000 طن من المواد الغذائية خلال الفترة من فبراير/شباط حتى منتصف عام 2008.
وقد قدّم المانحون حتى الآن أكثر من 90 بالمائة من الميزانية المطلوبة، وفقاً لمكتب البرنامج في أفغانستان، حيث قال ريك كورسينو، المثل القطري للبرنامج أن الخطة كانت تتمثل في توزيع 88,000 طن ولكن إلى الآن لم يتم شحن سوى 28,000 طن تم توزيع 20,000 منها على المستفيدين"، مضيفاً أنه من بين 2.55 مليون مستهدف تمكن البرنامج من مساعدة 970,000 فقط حتى الآن.
ووفقاً لتقارير منظمات الإغاثة، دفع الارتفاع الحاد في أسعار المواد الغذائية ملايين الأفغان المستضعفين إلى خانة "الخطر الشديد" في مجال الأمن الغذائي.
وللحيلولة دون وقوع مأساة إنسانية ناتجة عن عدم تمكن هؤلاء من الحصول على الغذاء، خططت الحكومة الأفغانية والأمم المتحدة في شهر يناير/كانون الثاني لتوفير "شبكة حماية" طارئة لأكثر من 2.5 مليون شخص من أكثر المستضعفين حتى حلول موسم الحصاد في شهر أغسطس/آب. غير أن هذه الخطة لم تنفذ كما كان مقرراً لها.
العوائق
وتعد تعقيدات الشراء والعقبات اللوجستية من أهم الأسباب التي أدت إلى عرقلة وصول المساعدات الغذائية حتى إلى نصف المجتمعات المستهدفة. فقد كان من المقرر مبدئياً شراء القمح وغيره من المواد الغذائية من أسواق الدول المجاورة خصوصاً باكستان التي تعد الممون التقليدي للغذاء للأسواق الأفغانية. غير أن ارتفاع الأسعار دفع السلطات الباكستانية إلى فرض حظر صارم على تصدير المواد الغذائية مما أضر بعمليات برنامج الأغذية العالمي في أفغانستان.
وفي هذا الإطار، قال كورسينو: "إن عدم تمكننا من الحصول على ما يكفي من المواد الغذائية من المنطقة بسبب القيود التي فرضتها بعض دول الجوار على الصادرات، اضطرنا لشراء ما نحتاجه من مناطق أخرى من العالم. ولذلك فإن التوصيل يستغرق وقتاً أطول مما نريد".
وأضاف كورسينو أن الحكومة الباكستانية لم تستجب بعد لطلب برنامج الأغذية العالمي بشراء 100,000 طن من القمح من الأسواق الباكستانية.
كما أن انعدام الأمن في أجزاء من الجنوب والجنوب الشرقي من أفغانستان يعتبر عائقاً آخر، وهو ما تسبب في فقدان برنامج الأغذية العالمي لحوالي ألف طن من الأغذية في 40 هجوماً متفرقاً على قوافل المساعدات التابعة له خلال 18 شهراً. وقد قدرت قيمة الأغذية المنهوبة بحوالي 800,000 دولار.
الصورة: عبد الله شاهين/إيرين |
انعدام الأمن وتعقيدات الشراء والعقبات اللوجستية تسببت جميعها في تأخير الخطط الرامية لمساعدة 2.55 مليون محتاج أفغاني حتى نهاية شهر يونيو/حزيران 2008 |
تمديد البرنامج
ويقول برنامج الأغذية العالمي أن برنامج المساعدات الغذائية الطارئة ساعد الكثير من الأسر الفقيرة في مختلف أنحاء أفغانستان وساهم في التخفيف من حدة ارتفاع أسعار الغذاء في العديد من المناطق.
وبالرغم من تأخر الحصول على الأغذية المطلوبة، إلا أن البرنامج يقول أنه ملتزم بتوزيع المساعدات الغذائية التي تم التخطيط لها، حيث قال كورسينو: "لا تزال الحاجة للمساعدات الغذائية قائمة في العديد من المناطق، ولذلك نحن على يقين من أنه بالرغم من أن الغذاء لن يصل إلى المستفيدين إلا في شهر يوليو/تموز أو أغسطس/آب، إلا أن الحاجة إليه في ذلك الوقت ستكون قائمة".
"