وتعليقاً على هذا الوضع، قال بشير أحمد، 42 عاماً، إن زوجته وأطفاله الخمسة قد نجوا من الفيضانات العارمة عن طريق تسلق الأشجار. وبعد فقدان منزله، قال أنه لم يكن يتخيل أن الفيضانات ستكون بهذه القوة. وكانت آخر مرة تتضرر فيها قريته من جراء مثل تلك الفيضانات في عام 1992. وأضاف وهو يحصي الممتلكات الضئيلة التي تمكن من إنقاذها من الطين: "هذه الفيضانات أسوأ. لقد وقعت فجأة." كما تسبب الفيضان الذي بلغ ارتفاعه أكثر من خمسة أقدام (1.5 متر) في إتلاف محصول قصب السكر الخاص به.
وعلى بعد بضعة أميال، لا يزال أهل القرى ينتظرون الحصول على مساعدات. ذلك أن مياه الفيضان قد بدأت للتو في الانحسار والمناطق الزراعية المجاورة لا تزال غارقة في مياه راكدة يصل عمقها إلى 3 أقدام. وكان المزارعون المستأجرون قد قاموا على مدى السنوات الماضية ببناء مجموعة من الحواجز والسدود والقنوات للتصدي لمثل هذه الفيضانات. ورغم أنها لم تكن كافية لوقف الفيضان، إلا أنها ساهمت في الحد من أضراره.
ضياع سنوات من العمل
دمرت الفيضانات منزل المزارع صاحب خان المكون من غرفتي نوم، وأتلفت محصول أرضه الزراعية التي تبلغ مساحتها خمسة أفدنة. وقال خان، الذي علت وجهه نظرة رجل منكسر، رجل شهد سنوات من العمل تضيع في غضون أيام قليلة أمام عينيه: "الأطفال يزدادون ضعفاً يوماً بعد يوم." وأضاف خان، الذي يبلغ من العمر 64 عاماً، إنهم يعانون من الإسهال والتهابات العين والأمراض الجلدية، مثل غيرهم من الأطفال الصغار في القرية.
ولم يقتصر الأمر عليه وحده، فلقد عانى جيرانه بالمثل، رغم نقل معظم مواشيهم إلى أرض أكثر ارتفاعاً فوق حاجز الفيضان. ولكن أهالي القرية هنا يعانون من نقص الغذاء والماء وعدم إمكانية الحصول على الأدوية.
وقال خان إن الناس قد فوجئوا بسرعة الفيضانات: "كانت هناك تحذيرات، إلا أن الناس لم يرغبوا في ترك كل ممتلكاتهم، التي عملوا من أجلها لسنوات طويلة." كان الناس يأملون في أن تتمكن السدود التي بنوها من حمايتهم، لكنها فشلت في وقف سيل المياه الجارفة.
ومن جانبه، قال كامران علي كاشف، المنسق الميداني للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، إنه على الرغم من انتهاء موجة الفيضانات الفورية التي اجتاحت البنجاب، إلا أنها كانت مجرد بداية لحالة الطوارئ، التي من المحتمل أن تجلب مجموعة من المصاعب الإضافية والتهديدات المستقبلية.
وأوضح كاشف أن "الغذاء والمياه العذبة هما الأولوية العاجلة، ولكن هناك قضايا أخرى، بما في ذلك المخاطر التي ستهدد الصحة في الأيام المقبلة في ظل تعرض الأشخاص المتضررين للأمراض." كما أن الاحتياجات إلى المياه والصرف الصحي والنظافة العامة كبيرة، وكذلك الحاجة إلى توفير المأوى للعديد من أولئك الذين يعيشون حالياً في العراء. وستشكل استعادة سبل كسب العيش تحدياً رئيسياً في الأشهر المقبلة، إذا ما قُدر للمجتمعات المحلية أن تتعافى.
وفي سياق متصل، ذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن التدريب على تنفيذ عمليات التقييم السريع لفرق الأمم المتحدة والفرق المشتركة بين المنظمات غير الحكومية، والتي تضم أيضاً مسؤولين حكوميين، قد بدأ بالفعل في خمس مقاطعات في إقليم البنجاب، ومن المقرر أن تبدأ عملية جمع البيانات في مطلع هذا الأسبوع.
وفي الوقت ذاته، لا تزال مياه الفيضانات تندفع نحو الجنوب، وهو ما يهدد ملايين الأشخاص الأكثر ضعفاً في إقليم السند العلوي.
ag/jj/cb-ks/ais/amz
"