ويظهر تقرير هذا العام الذي يحمل عنوان التقدم المحرز في مياه الشرب والصرف الصحي حدوث تحسن كبير في الوصول إلى المياه والصرف الصحي في معظم أنحاء العالم منذ عام 1990، ولكنه يشير إلى أن عدد السكان المحرومين من مرافق الصرف الصحي الكافية في البلدات والمدن قد ازداد نظراً لأن هذا التقدم لم يواكب النمو السكاني الحضري.
وفي هذا الصدد، قال كريس ويليامز، المدير التنفيذي للمجلس التعاوني للإمداد بالمياه والصرف الصحي، وهو هيئة تستضيفها الأمم المتحدة تدير الصندوق العالمي للصرف الصحي، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "تظهر البيانات الواردة في التقرير تفاوتاً كبيراً بين قطاعات مختلفة من السكان في الدولة، ومن المتوقع أن نشهد المزيد من هذا خلال السنوات القادمة ما لم نبدأ في التعامل معه".
وبحسب ما ورد في التقرير، في بعض الحالات "أدى إحراز تقدم في مرافق الصرف الصحي إلى زيادة حالات عدم المساواة لأنه صب في المقام الأول في صالح الأشخاص الأكثر ثراء،" حيث تتراوح مستويات التغوط في العراء في موزمبيق على سبيل المثال بين 13 بالمائة بين الأثرياء في الريف (أغنى 20 بالمائة) إلى 96 بالمائة بين الفقراء في الريف (أفقر 20 بالمائة).
وقال توم سلايميكر، نائب رئيس قطاع السياسات في منظمة ووتر ايد :WaterAid "لقد عرفنا منذ فترة طويلة أن هذه الأرقام العالمية تحجب تفاوتات بين الأغنياء والفقراء، بين الحضر والريف، وبين المناطق والدول... لقد أحرزنا تقدماً مطرداً ولكننا بحاجة إلى الاهتمام بالمحرومين من تلك الخدمات".
ويحصل المقيمون في البلدات والمدن في المتوسط على خدمات أفضل فيما يتعلق بمرافق المياه والصرف الصحي، ولكن الخدمات تتراجع بشكل حاد عندما يتعلق الأمر بالمستوطنات غير الرسمية والأحياء الفقيرة.
ويأمل خبراء المياه في أن يحظى التصدي لعدم المساواة بتركيز أكبر في الأهداف العالمية لفترة ما بعد عام 2015، التي يطلق عليها اسم "أهداف التنمية المستدامة".
خمس حقائق من تقرير التقدم المحرز في مياه الشرب والصرف الصحي |
يحصل نحو 4 مليار نسمة، أي أكثر من نصف سكان العالم، على وصلات مياه إلى منازلهم. |
وقال سلايميكر لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "إننا بحاجة إلى تركيز واضح على عدم المساواة – فمن السهل نسبياً خفض أعداد الأشخاص الذين لا يحصلون على المياه النظيفة ومرافق الصرف الصحي إلى النصف، ولكن من الأصعب بكثير تحقيق الاستفادة للجميع".
وتجدر الإشارة إلى أن المياه القذرة تشكل سبباً رئيسياً للوفاة واعتلال الصحة عن طريق الأمراض التي تنقلها المياه مثل الكوليرا والإسهال وحمى التيفوئيد.
الأهداف الإنمائية للألفية
ويقول مشاركون في الحملات المطالبة بتحقيق المساواة أن تحسين مرافق الصرف الصحي الأساسية قد أهملت لأن صورة هذا القطاع أقل جاذبية، والنتيجة هي أنه من غير المرجح أن يحقق العالم الهدف الإنمائي للألفية (الهدف 7 ج) الذي يسعى إلى "خفض نسبة السكان الذين يفتقرون إلى الحصول المستدام على مياه الشرب الآمنة ومرافق الصرف الصحي الأساسية إلى النصف، بحلول عام 2015".
ويقول التقرير أن "العالم سيتخلف عن تحقيق الهدف الإنمائي للألفية الخاص بالصرف الصحي بأكثر من نصف مليار نسمة".
وعلى الرغم من ذلك، تبدو الأخبار المتعلقة بمياه الشرب أكثر إيجابية. فقد تم تحقيق الهدف المتمثل في الوصول بنسبة السكان الذين يستخدمون مصادر مياه شرب محسنة عالمياً إلى 88 بالمائة في عام 2010، حتى وإن كانت هناك 45 دولة ليست على المسار الصحيح لبلوغ هذا الهدف على الصعيد الوطني. ومنذ عام 1990، حصل أكثر من ملياري نسمة على سبل الوصول إلى مصادر محسنة للمياه، كما حصل ما يقرب من ملياري نسمة على سبل الوصول إلى مرافق الصرف الصحي المحسنة.
وأضاف ويليامز قائلاً: "أعرف أن أعداد الذين يحتاجون إلى تلك المرافق لا تزال كبيرة ولكن إذا نظرتم إلى الأرقام ستدركون أنه قد تم إحراز تقدم هائل على مدى السنوات الـ 22 الماضية. التقدم النسبي قصة لا تحظى بالتركيز في كثير من الأحيان".
ويوجد في العالم اليوم ثلاث دول فقط (جمهورية الكونغو الديمقراطية وموزامبيق وغينيا الجديدة) لم يحصل أقل من نصف عدد السكان على مياه الشرب المحسنة. كما يشير التقرير أيضاً إلى "نمو مثير للإعجاب في استخدام وصلات المياه"، وانخفاض عالمي كبير في التغوط في العراء.
jj/cb-kab/dvh
This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions